تقرير زيارة العوائل المهجرة
خلال الأشهر الماضية تزايدت حالات التهجيــر القسري فقد هاجرت العديد من العوائل العراقية من مناطقها الاصلية في المحافظات الملتهبة الى مناطق اخرى اكثر امناً ومن ضمن هذه المحافظات محافظة الموصل حيث اجبرت الكثير من العوائل التي تسكن الموصل الى ترك مساكنها والنزوح الى مناطق امنة قريبة.
منطقة الخازر(قرية خازر الجديدة) هي احدى المناطق التي لجأ اليها مايقارب 250 عائلة من الموصل والتي قام فريق من الزملاء العاملين في منظمتنا منظمة تموز للتنمية الاجتماعية باجراء زيارة ميدانية لتلك المنطقة بتاريخ 23/7/2007 بهدف التعرف على الواقع الذي تعيشه هذه العوائل وماتعانيه من مشاكل في كل النواحي الاقتصادية والصحية و………الخ .
من خلال تلك الزيارة تم لقاء عدد من العوائل ومسؤول المنطقة وتم تشخيص ابرز الاسباب التي ادت الى تهجيرعدد كبير من ابناء شعبنا ، واغلب العوائل التي التقينا بها ذكرت بأنها أجبرت على النزوح بعد تعرضها إلى تهديد بالقتل او تعرض احد افرادها للتصفية الجسدية مما كان سبب رئيسي لتركهم مناطق سكناهم .
ويمكن لنا ان ندرج اسباب النزوح وسكن هذه العوائل في مخيم الخازر الى مايلي :
• تردي الأوضاع الأمنية وازدياد الأوضاع الإنسانية السيئة في العديد من المدن ومن ضمنها محافظة الموصل وانتشار مظاهر الفوضى والاضطراب فيها.
• اكثر العوائل المهجرة لجؤ الى هذا المنطقة بسبب تعرضهم للتهديد بالقتل على الهوية والطائفية حيث انهم من القومية الكردية ،وبذلك تم نزوحهم وعوائلهم الى هذه المخيمات هربا من الارهابين وبحثا عن الامان والمأوى .
• غياب سلطة الدولة وضعف سلطة القانون وعجز المؤسسات الأمنية عن توفير المتطلبات الأساسية التي تكفل حماية أرواح المدنيين العزل.
• غياب أي جهد رسمي في التعامل مع حالات التهديد والقتل وأعمال التصفية والاغتيال وعدم إيجاد آليات سليمة للتعاون والتنسيق بين ممثلي الكيانــات الاجتماعية والسياسية والوجهاء وبين الأطراف الحكومية للحد من أثار هذه الجرائم عبر التحرك الجاد لإيقاف جرائم الجماعات الإجرامية المسلحة التي تمارس تلك الأعمال بوحشية كبيرة.
اما عن المعاناة الانسانية التي تمر بها هذه العوائل فقد لخصها زملاؤنا في المنظمة من خلال زيارتهم لقرية الخازر والتي تتمثل بـ :
• عدم وجود أماكن للسكن المناســب التي تؤمن لتــلك العوائل ابسط حقوقهــا في الحيــاة الكريمة المطمئنة.
• عدم توفر المواد الإغاثية المهمة التي تكفل المتطلبات الأساسية للحياة من مواد غذائية وماء صالح للشرب وباقي المستلزمات الحياتية الأخرى.
• ضعف دورالمؤسسات الإغاثية وعدم قدرتها على تامين الاحتياجات الأساسية لتلك العوائل.
• افتقار المنطقة الى الخدمات المهمة للحياة مثل الخدمات الصحية والمياه الصالحة للشرب وتعبيد الطريق واخيرا عدم وجود شبكات تصريف صحي بالاضافة الى انعدام وجود الكهرباء .
• عد م وجود مدرسة للطلبة في هذه المنطقة مما كان سبب لترك الطلبة دراستهم حيث ان عدد الاطفال الموجودين هناك ما يقارب (134) طفل, في حين يبلغ عدد الطلبة في المرحلة الابتدائية (93) والمرحلة المتوسطة (73) والمرحلة الاعدادية (15) ومرحلة الجامعة (15). علما أن اغلب العوائل التي تم لقاؤها طالب بأنشاء مدرسة مؤقته لابناهم لغرض مواصلة مسيرتهم التعلمية والعلمية .
• عدم وجود مصادر دخل لتلك العوائل بسبب تفشي البطالة وعدم وجود فرص عمل جديدة للمهجرين بعد ان تركوا اعمالهم بسبب التهجير القسري .
وقد ذكرالمسوؤل عن المنطقة من خلال اللقاء به بأن عدد العوائل التي سكنت المخيم بلغت ما يقارب (250) عائلة الا انهم قد تقلصوا الى (54) بعد ان انتقلت العوائل الاخرى الى الاماكن القريبة من المنطقة بسبب الطقس الحار وعدم توفر السكن المناسب ، علما ان هذه المنطقة هي معسكر من مخلفات الجيش السابق و هي منطقة شبه مقطوعة تكثر فيها الادغال والحشرات ، وهي بنفس الوقت مأوى للافاعي والعقارب مما يؤدي الى لدغ الناس الذي يعيشون هناك والتسبب بكثير من المشاكل لاسيما للاطفال منهم .
وبالنسبة للاحوال المعيشية في تلك المنطقة علمنا من العوائل بانهم تركوا المخيمات التي يقطنوها وقاموا بالانتقال الى المباني المتروكة (مخلفات الجيش السابق) بسبب الطقس الحار وبسبب انعدام الكهرباء وقد اخبرونا بأنهم يستخدمون الحطب والنفط في الطبخ, بعض من هذه العوائل يضطرون الى طلب الطعام من المنازل القريبة من عندهم بسبب عدم وجود دخل مادي يساعد في سد رمق معيشتهم.
اغلبيه هذة العوائل تسكن هذه المنطقة منذ عام 2005 ومنذ ذاك الحين لم تصلهم اي امدادات او مساعدة من قبل اي جهة موجودة في اقليم كردستان .
وقد طالبت العديد من البنات الموجودات داخل المخيم بأقامة مدارس قريبة لهم حيث انهن اضطررن لترك الدراسة وقد عبرت العوائل عن رغبة بناتها وابناءها في الذهاب الى المدرسة وحبهم للتعلم والدراسة . .
بالنسبة للماء يوجد هناك بئرارتوازي وما ينقصهم هو وجود خزان ماء كبير مع ملحقاته لغرض ايصال الماء الى جميع المخيمات الموجودة هناك, فالماء ضروري جدا لهذه العوائل خصوصا مع الطقس الحار وانعدام الكهرباء.
ومن الجدير بالذكر بأن منظتنا قامت بمشروع اغاثة للعوائل المهجرة في محافظة البصرة في شباط الماضي بالتعاون مع اليونامي وقد تم تقديم مساعدات اغاثية لـ (120) عائلة نازحة مهجرة من عدة محافظات الى البصرة
جرت داخل المخيم احصائية العوائل المهجرة